اليوم الأول من سبتمبر هو عيد ميلادي الثاني، ولا يعني هذا أنني من مواليد عام 2011، بل يعني أن 2011 هو العام الذي أحسست فيه أنني ولدت من جديد، بعد فك الارتباط بين ذلك اليوم وديكتاتور ليبيا الراحل مزمجر الجزافي، الذي قاد انقلابه المشؤوم على الملك ادريس السنوسي وحكم ليبيا 42 عاما حسوما، ترك خلالها الليبيين كأعجاز نخل خاوية، بسبب المعاناة من الخوف والجوع والمهانة، وأعود بالذاكرة إلى تلك السنة التي ارتكبت فيها حماقة كبرى عندما كتبت في صحيفة الوطن السعودية، مستنكرا عدم استلامي لأي هدية في الأول من سبتمبر بمناسبة ذكرى يوم مولدي، فإذا بالشاعر السعودي غازي القصيبي رحمه الله رحمة واسعة، يكتب قصيدة «يهنئني/ يهزئني» فيها بيوم مولدي،.. مسح بي الأرض في واقع الأمر، وجعلني في حجم السمسمة،.. رغم أنه أهدى إليّ سيارة مرسيدس وكعكة وعدة شموع وصلتني على وجه السرعة لأنه أرسلها بالفاكس، وكان واضحا أن القصيبي لم يغفر لي أنني كشفت النقاب عن سر ظل يخفيه طويلا، وهو أنه ينتمي الى حي في مدينة المبرز في الأحساء، في شرق السعودية يحمل اسم «خسارة»، وربما لأنه وعندما خرج يهود بريطانيا في مظاهرات ضده لأنه كتب قصيدة يمدح فيها العملية الاستشهادية التي قامت بها الفدائية الفلسطينية آيات الأخرس، كتبت رسالة الى الموساد الاسرائيلي أقول فيها ان اسم عائلة الدكتور غازي هو «الهضيبي»، ولعل بعضكم يعرف ان ذلك الاسم يخص أحد مؤسسي حركة الإخوان المسلمين في مصر!! لن أقول لكم ماذا كتب عني القصيبي بالتفصيل، ولكنني سأتوقف عند عدد من الهدايا التي قدمها لي في قصيدته التي مدح فيها الفول والكبسة ولم يجد كلمة طيبة واحدة يقولها في حقي، لأنه ركّز على الهدايا الافتراضية الاستفزازية: وفيلما عن رزان/ فقد يليِّن قلبه القاسي/ وروبي فهو يعشقها / كعشق الغيد للماس/ وبنت عبيد فاعزمها/ لتأتيه على الراس..وكان من الواضح أنه عمد إلى وضع مخطط لتحريض زوجتي على طلب الخلع؟ وإذا كان الرجل المطلق يسمى «طليق»، أليس من البديهي ان يسمى الرجل الذي تخلعه زوجته «خليع»؟ يحدث هذا لي أنا الذي شهرت قلمي في وجه رزان والبرتقان (البرتقالة)؟ أما نبيلة بنت عبيد فقد رفضت الزواج بي بعد ان سمعت بشائعات بأنني قد أتزوج بصباح!!
ولكن كل ذلك كوم وروبي كوم آخر! دعوني أحدثكم عنها بالتفصيل الممل: راح فيها جمال عبد الناصر وأنور السادات ونجيب محفوظ، بعد ان صرعتهم روبي بالضربة القاضية، فعلى ذمة استطلاع أجرته صحيفة «نهضة مصر» قبل سنوات حول المثل الأعلى لشباب مصر، فقد جاءت روبي في المرتبة الأولى،.. وروبي هذه، وقد رأيتها مرة على قناة تلفزيونية، إذا فتحتها عليك ان تغسل يديك سبع مرات إحداهن بالتراب، من النوع الذي لا يمكن ان تسمح له بدخول بيتك، حتى لو كان أهلها جيرانك لأربعين سنة، وحتى لو لم يكن في بيتك شاب مراهق في العشرين او الستين،.. لأنها من النوع الذي يتحرش حتى بذكور الكلاب والقطط بملابسها الشحيحة، ويقال انها عملت مذيعة لبعض الوقت ومثلت في فيلم واحد ثم بلغت «المجد» بتصوير فيديو كليب او اثنين، من النوع الذي يجعلك تعتقد ان فيفي عبده ولوسي (حاجتان منقبتان مقارنة بها،.. ونافس روبي على الصدارة واحد اسمه بيبو، علمت انه لاعب كرة في النادي الأهلي لكرة القدم بالقاهرة، أما فوز العالم احمد زويل الحائز على جائزة نوبل بأصوات قليلة فمفهوم لأنه مجرد زويل وليس «زول» كاملا
بالجد، بالجد، افتقد غازي القصيبي أكثر فأكثر في كل أول سبتمبر لأنه درج على أن يطخني بقصيدة في مثل ذلك اليوم من كل عام.[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]