كبير مساعدي رئيس حزب الأمة القومي والقيادي التاريخي ينفجر غضباً : لن نشارك في أي حكومة بمقتضى التراضي الوطني إلاَّ بموافقة الجميع

[ALIGN=JUSTIFY]كل القوى السياسية أخذت مقابلاً مالياً تعويضاً عن الأضرار التى لحقت بها
لا تعاون ولا ائتلاف مع المؤتمر الوطني إلاّ في ظل مشروع قومي
رئاسة الصادق للإجتماعات التى تعقد من وقت لآخر غير كافية للإشراف على الحزب

ولد القيادي المعروف بحزب الأمة الأستاذ بكري أحمد عديل بمدينة أبوزبد التي تقع جنوب غرب مدينة الأبيض ودرس المرحلة الثانوية في أعرق مدرستين بالسودان حيث إقتسم تلك المرحلة بين حنتوب وخورطقت ثم درس الإقتصاد بجامعة الخرطوم وتولى كثيراً من المناصب، والتي من بينها حاكم كردفان الكبرى في عام 1980م وتولى كذلك وزير التربية والتعليم… و أمسك بالعديد من الملفات بحزب الأمة الذي تدرج فيه، إلى المواقع القيادية وكان آخرها منصبه الحالي مساعد رئيس الحزب السيد الصادق المهدي ضمن أربعة آخرين .

وقد عرف عن الرجل مواقفه المتشددة من حكومة الإنقاذ وكذلك علا صوته في مرات عديدة منتقداً أداء حزبه، ولكل ذلك حركنا معه هذا الملف والعديد من القضايا وعلى رأسها بالطبع اتفاق التراضي الوطني فماذا قال؟!

قلت في الحلقة السابقة إن زمن السيد الصادق المخصص للحزب لا يكفي بسبب سفره المتكرر ولكن معروف إن أغلب إجتماعات الحزب يترأسها السيد الصادق ألا يكفي هذا أيضاً؟

رئاسة السيد الصادق للإجتماعات التى تعقد من وقت لآخر ليست كافية للإشراف على الحزب في ظل غياب القيادات القادرة والمؤهلة حتى عن التواجد في دار الحزب وأنت إذا ذهبت الآن إلى دار الحزب لن تجد أحداً بالمركز العام.

ولابد أن يكون هناك تواجد للقيادات بالمركز العام ولا يكفي أن تقوم (سيرة) من الخرطوم وتذهب إلى ود رعية ويستقل السيد الصادق بالخيل والجمال ومن ثم تعود قيادات الحزب للخرطوم وهذا بالطبع ليس كافياً ولابد أن تكون هناك كوادر شابة لها القدرة على مراعاة عضوية الحزب والسعي لحل مشاكله ولكن مثل هذه الزيارات لمدة ساعة أو ساعتين لا تكفي.

هل تريد أن تقول أن السيد الصادق غير متفرغ للحزب؟

أنا لا أقول أنه غير متفرغ ولكنى أقول أنه مشغول بقضايا العالم الخارجية أكثر من إنشغاله بالحزب ولذلك يسافر بصورة مستمرة.

ماهو تقييمكم لإتفاق التراضي الوطني بين حزبكم والمؤتمر الوطني؟

لابد أولاً أن نشرح ما هو التراضي الوطني أو ما هو الهدف منه، والتراضي الوطني عبارة عن مشروع عُرض على كل الأحزاب السودانية تحفظ البعض عليه وبعضهم ما زال يدرسه وتم عرضه على المؤتمر الوطني ووافقوا عليه وأكدوا إمكانية التراضي عليه وتنفيذه، وقد شُكلت لجان للتحاور مع كافة الأحزاب حول هذا المشروع وسنعرضه على كافة الكيانات السياسية بالوطن وسنقول لهم أن التمسك به سيساعد في تحقيق التوافق.

البعض يرى أن التراضي الوطني عبارة عن إتفاق ثنائي بين الوطني والأمة؟

ليس إتفاقا ثنائياً بين الأمة والمؤتمر الوطني وإنما هو مشروع قومي ونحن لا نفرض على شخص قبوله لكن نأمل من الجميع أن يتفهموه، ونحن نعتقد أن بنوده ونقاطه جميعها ثوابت متفق عليها في مناسبات مختلفة، ولكننا جمعناها في إطار واحد أسميناه بالتراضي الوطني

يتردد أن التراضي الوطني بداية لخارطة تحالف بين حزبكم والمؤتمر الوطني؟

نحن قلنا في مرات عديدة أنه لا مشاركة في حكومة ثنائية مع المؤتمر الوطني ولا أي حزب آخر ولا ائتلاف ولا تعاون مع المؤتمر الوطني إلاّ إذا تم مشروع إتفاق قومي وشكلت حكومة قومية وفي هذه الحالة يمكن لحزب الأمة أن يشارك ولكن في ظل هذه الأوضاع ليس لدينا فرصة في أن نشارك ولا قبول لأي مشروع في هذا الإطار ونحن نريد أن نجمع الصف الوطني ونجعل كل الناس يقفون خلف أهداف قومية ليس بها مصلحة حزبية أو ذاتية، ولذلك نحن لن نشارك في أي حكومة بمقتضي التراضي الوطني إلاّ إذا وافق عليه الجميع وقبلوا المشاركة في حكومة قومية.

ألا يعني هذا مشاركتكم في الحكومة إذا نفذ المؤتمر الوطني إتفاق التراضي؟

إلاَّ بمشاركة الآخرين ووفقاً لشكل قومي وتجمع يضم كل الناس وفي هذه الحالة نحن سوف ندخل الحكومة، ولكن إذا رفضت القوى السياسية الأخرى وابتعدت لن نشارك.

ولكن التوقيع على إتفاق التراضي تم ثنائياً بين الأمة والوطني؟

ونفس هذا الإتفاق سنوقعه مع المؤتمر الشعبي إذا وافق عليه، وكذلك بالنسبة لكل القوى السياسية حتى يوقع الجميع وبعد ذلك يوضع بشكل جماعي.

اعتبرت كثير من القوى السياسية وعدد من المراقبين أن ما تم هو صفقة بين المؤتمر الوطني والأمة؟

ما تم ليس صفقة لأن الصفقة إعطاء شئ مقابل شئ آخر ونحن لم نعط شيئاً سوى أننا طرحنا مبادرة كان يتحدث عنها الشعب السوداني منذ وقت مبكر.

ونحن في كل ميثاق التراضي الوطني لم نطالب بأي شئ بل بالعكس نحن دعونا الجميع للإتفاق.

ماذا سيكون قراركم إذا رفضت بعض التنظيمات إتفاق التراضي؟

سوف نُخضع هذه المسألة لتقييم هذه التنظيمات حيث أن هناك تنظيمات وزنها وثقلها ضعيف وبالتالي لا ترجح كفة الإتفاق إذا كانت لوحدها، وهذا يخضع للتقييم .

كيف تفسر رفض العديد من القيادات الإتحادية (الحزب الإتحادي الديمقراطي) بزعامة الميرغني للإتفاق؟

هذه تصريحات فردية ولكن نحن(عاوزين) قرار من الحزب يحدد موقفه بصورة قاطعة.

يقال أيضاً إن التراضي الوطني بداية لتشكيل حلف إسلامي بإعتبار أن الأمة يرفع شعار الصحوة الإسلامية بينما يرفع المؤتمر الوطني شعار الشريعة الإسلامية؟

هذا غير صحيح وليس هناك حزب في السودان تخلو أجندته من الشعارات الإسلامية ماعدا الشيوعيين ولكنهم أيضاً ينادون بالتمسك بالآداب الفاضلة وكذلك الحركة الشعبية.. ونحن في حزب الأمة لم نُدخل شعاراتنا في ميثاق التراضي الوطني.

وشعار الصحوة الإسلامية دعوة قديمة لها أكثر من عشرين سنة.

هل هذا يعني تخليكم عن الشعارات الإسلامية؟

حزبنا إسلامي ومقاصدنا إسلامية ولكننا لا نلزم أحداً في ميثاق التراضي الوطني بقبول شعاراتنا ونحن الآن نتحدث في إطار الشعارات القومية المطروحة في الساحة السياسية والقضايا التى نطرحها سياسية وليست حزبية.

ونحن لن نشارك في أية حكومة إذا لم تتحقق القومية للمشروع السياسي وإذا حصل ذلك نحن ليس لدينا مانع أن نشارك في قضايا الوطن الذي يحتاج لجهد كل الناس وهذا يحتاج إلى أن تقبل الناس آراء بعضها البعض وخاصة وأن البلد تعيش في ظروف صعبة ولولا لطف الله لكانت الآن في وضع آخر بعد أحداث أم درمان الأخيرة، وما حدث من غفلة السكوت عنه قد يؤدي إلى كارثة.

هل ما يتردد عن أن حزب الأمة قبض مقابلاً مالياً لتوقيع إتفاق التراضي الوطني صحيح؟

هذا حديث غير صحيح ونحن عمرنا لم نقبض مقابلاً مالياً مقابل آرائنا السياسية.

ولكن السيد الصادق أكد حصوله على ما أسماه بدفع الضرر أو بدل ضرر؟

كل (ناس) الأحزاب أخذوا تعويضاً عن الأضرار التى لحقت بهم ولكننا لم نقبض مالاً مقابل آرائنا السياسية والتراضي الوطني مشروع سياسي بحت . [/ALIGN] صحيفة اخر لحظة

Exit mobile version