بالصور : مدير الشرطة في تكريم (أمن المجتمع): الخمر.. صانعة الجرائم ومدمرة الشعوب

[JUSTIFY]بعد أن يهدأ الليل و(ينام)، تتسلل سيارات أنيقة من كل جنسٍ ولون إلى مبنى (مريب) بضاحية (المنشية) الراقية شرقي الخرطوم. يهبط ركّابها في حذر، وكثرة التلفّت تأكل أكتافهم. يعودون في سرعة وهم يحملون أكياساً ملّونة. سريعاً يغوصون داخل سياراتهم ويذوبون في شوارع الخرطوم التي لا أول لها ولا آخر!
حركة (الحج) اليومية المريبة إلى المبنى المريب، أثارت القريحة الشرطية لأحد أفراد أمن المجتمع. وبعد تيقنه بأن أمراً جللاً يختبىء تحت سقف المبنى، نقل (معلومته) إلى رؤسائه من ضباط الشرطة.
شكّلت رئاسة أمن المجتمع فريقاً متخصصاً من المباحث لمراقبة المبنى (المريب)، وسريعاً ما وقف الفريق الشرطي على أركان جريمة مكتملة!
صدر أمر النيابة بمداهمة المبنى. تحرّكت فرقة من الضباط برئاسة مدير أمن المجتمع بولاية الخرطوم، د. عامر عبد الرحمن. حوصر المبنى الذي أسفر عن (بلاوي متلتلة)، وبالتحري مع المقبوض عليهم، كشفوا عن مبنىً آخر بضاحية (الطائف) التي لا تقل رقياً عن شقيقتها (المنشية).
الحصيلة، (بحيرة) من الخمر الحرام، معبأة في (40) ألف زجاجة ملونة من أركان الدنيا، لتسكر ساحة (النظام العام)، بخمر لم تشهده من قبل، كماً ونوعاً.
كشفت الشرطة فيما كشفت، بحيرة من الخمر المعتق، مدفونة تحت الأرض لأكثر من عشرة أعوام، وصنف من الويسكي المخلوط بالقهوة، وآخر يُطلق عليه (ويسكي الملوك)، تبلغ قيمة الزجاجة الواحدة منها خمسة ملايين جنيه!
ومن مقتنيات (المبنى المريب) الذي أغلقته الشرطة، (ويسكي بالليمون)، و(ويسكي خاص بالنساء)، عليه صور فتيات فاتنات، مصممة على نسق زجاجات العطور الفارهة، يمكن حمله فى أي مكان دون أن يشك فى الأمر أحد، حتي ولو كان شرطياً.
وضبطت الفرقة كذلك، زجاجات ويسكي، وحبات الكريز سابحة داخل زجاجاتها!
ولأن ما ضبطته شرطة أمن المجتمع كان استثنائياً بكل المقاييس، عقدت تنويراً صحفياً أمس، شرّفه مدير قوات الشرطة، الفريق أول هاشم عثمان الحسين، ومدير شرطة ولاية الخرطوم، الفريق محمد أحمد علي، والمدّعي العام، عمر محمد أحمد، والناطق الرسمي للشرطة، اللواء السر أحمد عمر، ومدير دائرة الجنايات بالإنابة، اللواء عبد العزيز حسين عوض. ومدير شرطة أمن المجتمع، د. عامر عبد الرحمن.
أثنى الفريق أول هاشم، على يقظة شرطة أمن المجتمع التي جنّبت البلاد، مصائب أم الكبائر. وقال إن الخمر سبب فى جرائم القتل والنصب والسرقة والاغتصاب، وأعلن عن تخصيص راتب شهرين لأفراد أمن المجتمع كافة، وشهرين اضافيين للفريق الشرطي الذي كشف عن بحيرة الخمر الدبلوماسي.
من جهتها، ثّمنت وزيرة الرعاية الإجتماعية بولاية الخرطوم، أمل البيلي، الدور الشرطي الكبير في تجفيف منابع الخمر، وأعلنت عن افتتاح مركز لعلاج المدمنين يوم 26 الجاري، وخصصت عشرة ملايين جنيه لشرطة أمن المجتمع.
من جانبه، وصف المّدعي العام عمر محمد أحمد ما أنجزته الشرطة، بأنها (الأكبر من نوعها) في مكافحة الخمور، معلناً عن تخصيص المدعي العام، عشرة ملايين جنيه لشرطة النظام العام.
وأشاد الناطق الرسمي بإسم الشرطة، اللواء السر أحمد عمر بما حققته شرطة أمن المجتمع، وعّده الأكبر فى تاريخ البلاد، ولفت إلى أن الشرطة تحفظت على أربعة متهمين سودانيين، وأشتباه فى عدد من الأجانب. مشيراً أن التحريات جارية لكشف تفاصيل دخول كمية الخمر غير المسبوقة إلى البلاد، لوضع الضوابط التى تمنع تكراره.
في السياق، قال مصدر لـ (حكايات)، أن أغراض الجهات الدبلوماسية تخضع إلى البروتوكولات الموقعة بين الدول، وأكد أن الحاويات تخضع للتفتيش وتحكمها قوانين الدولة المستقبلة لها، وأضاف: (حتى الحقيبة الدبلوماسية تخضع للتفتيش إذا دارت شكوك حولها، خاصة فى عمليات الإتجار بالدولار والتزييف).
[/JUSTIFY] صحيفة حكايات – نجم الدين قناوي
KB
Exit mobile version