لؤى المستشار: كاد كل واحد من الحضور أن يخرج جواز سفره المختلف ويلقيه في أعماق النيل

توفيت طفلة مريضة في إحدى مستشفيات القاهرة قبل عدة أيام، والدها شمالي “شايقي” وأمها جنوبية “دينكاوية” .. كان مشهد حضور السفارتين؛ سفارة السودان وسفارة جنوب السودان للتشييع أمراً أثار شجون الجميع..وأخذت التساؤلات تضج في النفوس كيف أصبحنا غرباء؟

وهل نحن بالفعل غرباء أم أننا نتوهم ذلك؟ وأي الأرضين أحق أن تحتضن جثمان طفلة نصفها من هنا ونصفها من هناك؟! أم ندفنها في الحدود ونضع عليها نصباً تذكارياً ليصبح حائط مبكى لشعبينا عسى أن تنبت أنهار دموع البواكي أزهار الوحدة من جديد!

إختلطت دموع الجميع.. كانت كلها متشابهة في الملوحة والألم ولا غرو.. فالعين واحدة وإن تعددت السفارات والقبائل والأعلام ..

لم يكن البكاء على الطفلة فحسب.. بل كان أيضاً علي وطن..! كاد كل واحد من الحضور أن يخرج جواز سفره المختلف ويلقيه في أعماق النيل بكل ما أوتي من قوة .. فوحدة النيل العتيق من يعرف أسرار الحكاية..!

لؤى المستشار

Exit mobile version