ما بين مؤيد للفكرة.. ومعارض لها.. الخاطبة الإلكترونية.. تفاصيل زواج (إسفيري)!

[JUSTIFY]إحدى النساء الطاعنات في السن تحدثت مع صديقة بعد أن مضى بها العمر ولم تتزوج قائلة: (يا بتي ما تعرسي أي زول وخلاص كلهم شبه بعض، وأوعك تترددي، لأنو حيطفش أصلو ما في واحد منهم مستقيم، اتزوجيه عسى أن تنجبي منه ذرية صالحة).. ولعل إيجاد شريك الحياة المناسب والنصف الذي يكمل معه المرء بقية حياته لا يزال يمثل الهاجس الأكبر لدى الجنسين. يتأنى آدم كثيراً في الإختيار والفلترة، وتتوجس حواء كثيرًا، وأحيانًا يتملكها الخوف من أن يفوتها قطار الزواج، وأخريات يقلن إن فات قطار الزواج خيرٌ من أن يدهسها، ويمضي العمر بكلا الطرفين، ولكن يبقى القلق الأكبر لدى حواء وقد تضطر أحيانًا للزواج بأي شخص في آخر الأمر وبأي وسيلة.!!. وفي ما مضى كانت معظم الزيجات تتم عن طريق الخاطبة التي تكون على علم بمواصفات كل فتاة وأسرتها ومع التقدم والتطور الذي طرأ على وسائل الحياة اليومية، تحولت الخاطبة إلى خاطبة إلكترونية وكثرت على مواقع التواصل الاجتماعي المنتديات والمجموعات التي تهدف إلى الجمع بين رأسين في الحلال.
إفادات خاطبة إسفيرية:
أماني محمد مديرة معهد مسلم تحدثت لـ(فلاشات) عن تجربتها كخاطبة عبر موقع التواصل الفيس بوك قائلة: (الأرضة من غُلبها جربت الحجر وشباب عصرنا صار حاله أسوأ من الأرضة عذابا ومعاناة من العزوبية وتفشي الإباحية وإغلاق أبواب الحلال وفي الوقت ذاته صار الفيسبوك منزلنا الثاني فإن تجربة قضاء المصالح عبره من تزويج علاج مريض، سداد دين، إعانة فقراء، وبحكم عملي كداعية، أو مديرة معهد شرعي فإن السلوك الغالب عند الملتزمين هو توقعهم للعلاقات الواسعة مع النساء وبالتالي إمكانية الترشيح، وهي الطريقة الغالبة في زواج الملتزمين، وأنا لا أذكر تحديدًا متى بدأت بهذه الطريقة والفيس بوك فرض نفسه علينا وغير كثيرًا من طرق تعاملنا مع أمور كثيرة منها الزواج وربما لو توفر فيه الصدق لأتاح ما لا يتيح غيره، فالرجل مثلًا يقرأ فكر الفتاة ووعيها وحتى ذوقها في النقل وتعاملها المنسبط مع زميلاتها ويستشف منه المميز أمورا كثيرة وغالبيتهم يأتونني في الخاص ويطلبون مواصفات كذا وكذا. ومؤخرا صارت حتى النساء تفعل ذلك يطلبن عريسا بمواصفات معينة). وتواصل أماني لـ(فلاشات): 99.9% من الرجال يطلبون دوماً المرأة البيضاء البشرة والطويلة الشعر كثيفته، وفارعة القوام ساحرة الملامح ولكن لا يجدون وبعد (لفة طويلة) يرضون على مضض، أما عن نسبة النجاح فهي جيدة وهناك حالتان أو ثلاث طلاق من أصل 15 -20 حالة زواج ناجحة.!!
مواصفات تعجيزية:
في ذات السياق تواصل رنود محمد لفلاشات عن ذات الموضوع قائلة: (من خلال تجربتي البسيطة وملاحظاتي من خلال عملي في هذا الأمر كوسيط، في البدء نحن نتعامل مع طبائع نفوس أكثر من تعاملنا مع مشروع، والموضوع من حيث الفكرة محل نظر عند الكثيرين ولا غضاضة عليه عند البعض، وربما الهواجس من الطرفين من أهم ملاحظاتي، أحيانًا أجد مُعاناة من البعض، فمنهم من يريدني أن أقوم بما ليس من اختصاصي فمن المفترض أن أكتفي بالجمع بين الطرفين بعد التأكد من جدية الرجل، وبعضهم يكثر من أسئلة أتحرّج من إيصالها إلى الفتاة. أما عن المواصفات فحدث ولا حرج بعضها تعجيزي مثل: (أريدها بيضاء طويلة واسعة العينين فاحمة الشعر وطبيبة وعندها منزل)، وتواصل رنود: (مثل هذا أقوم ببتره فورا.. وبعضهم يطلب اللون الأبيض ويبرر بأنه أخضر اللون ويخطط لذرية ذات لون مناسب، وبعضهم يشدد في الطول وبالسنتمتر والبعض لا يسأل عن الأسرة وهم الأغلب، ونادراً جداً من يسألني عن أسرة المخطوبة ولعلها حالة واحدة فقط، وبعضهم عندما يرى المخطوبة ولا تروقه ينسحب بطريقة غير واضحة).
جبتك من وين؟
عن الموضوع تحدثت لـ(فلاشات) خريجة العلوم إسراء محمد عن رأيها في الزواج عبر الفيس بوك قائلة: (مسألة الزواج عن طريق الفيس بوك بدايةً كنت من الرافضين لفكرتها نهائياً، وبشوفها حاجة (كيف كيف)، وذلك بحسب قناعتي أن هذه الطريقة تنقصها الجدية وتحفها احتمالية عدم الاستمرارية، وتواصل: (أغلب الذين يوجدون على النت يكونون شبابا غير جادين ويريدون قضاء وقت ليس إلا)، وتضيف إسراء: (لكن بصراحة تغيرت فكرتي تماماً في هذا الموضوع بعد أن رأيت أمثلة عدة من صديقاتي تزوجوا بهذه الطريقة)، وتضيف: (أظن أن الفكرة ليست سيئة وبها الكثير من الإيجابيات طالما هي تنبع من غرض حلال وشريف، لكني مصابة بهاجس رئيسي في هذا الموضوع وهو هاجس الخلاف الذي يمكن أن ينشب في أي يوم بيني وزوجي، ويصيبني الرعب عندما أفكر في هذا الموضوع إذا قال لي يوماً من الأيام: إنتي نسيتي أنا عرستك من وين؟)!!!
إنت منو؟
الموظف محمود عثمان عبر عن رأيه في استخدام الفيس بوك كبداية تعارف لمشروع مستقبلي قائلًا: (العبرة ليست في طريقة التعارف لكن في التفاهم والانسجام والشخصية، فقديمًا لم تكن هناك جامعات ولا مصالح يعمل فيها الناس ولا حتى هاتف وكل هذه وسائل مستحدثة وهي ليست التعارف نفسه وقد يرفضها البعض في البداية ولكن بعد مضيّ الوقت ستكون عادية جدًا مثل الوسائل التي سبقتها، ولكن من وجهة نظر شخصية الفيس بوك غير مأمون لأني مثلا بإمكاني أن أكون الشخصية التي أريدها وأقنع الطرف الآخر بها، وأرى أن التعارف الابتدائي ليس مشكلة ولكن لا يجب أن يكون وسيلة التواصل والتعارف الوحيدة وإلا فإن الفشل سيكون مضمونا)، واختتم حديثه قائلاً: (ألاقيك وين.. أو أتعرف عليك وين.. دي ما المشكلة.. المشكلة الرئيسية هي إنت منو بالضبط؟).
دراسة أمريكية:
العادات والتقاليد والأرضية الثقافية والدينية لأي مجتمع في مختلف البلدان ربما تساهم بشكل واضح في تقبل الخروج عن المألوف وفق العادات والتقاليد. دراسة أمريكية حديثة أثبتت أن أكثر من ثلث حالات الزواج في الولايات المتحدة بدأت عن طريق شبكات التعارف عبر الإنترنت، وقالت الدراسة إن هؤلاء الأزواج يعيشون حياة أكثر سعادة من الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم عبر طرق أخرى، وشارك في هذه الدراسة حوالي 19131 شخصاً من الذين تزوجوا ما بين 2005 و2012، وقد بين المشرف على الدراسة الأستاذ جون كاتشبيو من قسم علم النفس في جامعة شيكاغو قائلاً: (وجدنا دليلا على وجود تحول جذري في كيفية لقاء الأزواج منذ ظهور شبكة الإنترنت)، وأضاف: (يتمتع الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم عبر الإنترنت بشخصيات مختلفة وبدوافع كبيرة لإقامة علاقة زوجية طويلة الأمد).

صحيفة السوداني
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version