اخبرتنا احدى الصديقات عن حادثة غريبة مرت بها حيث انها كانت تعاني من بعض الضيق بسبب ضغوطات العمل فقررت هي وزميلتها الذهاب الى شارع النيل لمشاهدة الغروب واحتساء القهوة وفي اثناء طريقها الى شارع النيل وهي في وسط الازدحام لاحظت سيارتان في نصف الشارع تعرقل حركة المرور، تبادر الى ذهنها وقوع حادث حركة او تعطلت احدى المركبات السيارة الامر الذي ادى الى عرقلة حركة المرور ولكن المفاجأة كانت انه في وسط الازدحام يوجد شاب وشابة قد اوقفوا سيارتهما وسط الشارع ونزلا منها وهم يتجادلان ويتبادلان اسوا الألفاظ الخادشة للحياء بأعلى صوت، هنا شعرت صديقتي بالانزعاج واعتقدت ان الرجل قد تجاوز حدوده مع هذه الفتاة و اراد بها السوء مما ادى الى الجدال بينهما .
توجهت صديقتي الى الشاب و اخبرته انه لا يحق له ان يشتم بنات الناس بأقبح الالفاظ في مكان عام لكن ما لم يكن في الحسبان ان تكون صديقتي قد حصلت على جزاء سمنار اذ صرخت بوجهها الفتاة وأخبرتها بأنها تتدخل في ما لا يعنيها وأنها هي وهذا الشاب يعيشان قصه حب ولكن حدث مجرد سوء فهم جعلهما يتجادلان وسط الطريق وأنها لا تسمح لأي شخص ان يتدخل بينهما وفي اثناء حديث الفتاة مع صديقتي اطلقت الفتاة لفظ خادش لرجولة وكبرياء الرجل الامر الذي ادى الى ان يصفع الشاب هذه الفتاة على وجهها.
هنا تراجعت صديقتي وذهبت الى سيارتها مع زميلتها ولاحظت ان نفس المشهد يتكرر ويتدخل اشخاص اخرين يحاولوا الاصلاح بين الشاب والشابة الى حين حركا سيارتهما من وسط الطريق دون وضع اعتبار لأي شخص ومركبة تسير على الطريق .
حينها اكملت صديقتي برفقة زميلتها طريقها الى شارع النيل وبعد مضي الوقت لاحظت في شارع النيل نفس الشاب والشابة اللذان كانا يتجادلان وسط الطريق يجلسان تجاه النيل وهم متماسكين الايدي ويتناولون الفشار والذرة وكان شيئا لم يكن وان ما حدث مجرد فيلم سينمائي انتج في لحظه غضب وانتهى بمجرد انتهاء العرض هنا تعجبت صديقتي من هذا المنظر بل في الحقيقة كلنا تعجبنا من هذا الحدث الذي استمعنا اليه انا وصديقاتي .
سؤالي هو هل باسم الحب يحق لنا ان نظهر ابشع ما في داخلنا الى العلن؟ وهل باسم الحب يحق لنا ان نضرب ونشتم بعضنا؟
هل اصبحنا كالغرب عبارة عن مجتمع فاضح لا يستر ما يحدث في حياتنا الخاصة؟ اين الاحترام الذي هو بمثابة حجر الاساس لبيت الحب؟ اسئلة ابحث لها عن اجابة .
بقلم د.بلسم فريد أبو الفتوح
صحيفة الوطن
عمود خمس دقائق
مجتمع فاضح
يونيو / 2014 / م