برامح رمضان في لقنوات السودانية ..«نوم العوافي وأرقد قفا»

[JUSTIFY]مع اقتراب شهر رمضان المعظم تبدأ كل القنوات الفضائية العربية والسودانية في الاستعداد المبكر لهذا الشهر من خلال برامجها التي تقدمها والتى تكون مختلفة عما يقدم فى خلال شهور السنة الأخرى ويبدأ التنافس بين القنوات وتجتهد كل قناة بتسخير إمكانياتها المادية والبشرية في عرض كل ما هو مميز وجديد من اجل إرضاء ذائقة المشاهد العالية وجذبه لمشاهدة ما يقدمه من مادة. لم يتبق من الشهر الكريم إلا أيام معدودة وتظهر بضاعة كل قناة للمشاهد والتى إما أن ترضيه او تنفره.
«الإنتباهة» حاولت من خلال هذا الموضوع أن تتعرف على استعدادات القنوات الفضائية السودانية لشهر رمضان المعظم وما هو الجديد الذي ستقدمه فاستطلعت أهل الاختصاص في بعض القنوات«تلفزيون السودان ــ النيل الأزرق ــ قناة الشروق» وكذلك مشاهدي القنوات السودانية لمعرفة آرائهم حول ما يقدم ورأي النقاد والدراميين.

أفضل البرامج الدينية
الطاهر مبارك «موظف»
ابتدر حديثه وقال إن القنوات السودانية فى الفترة الاخيرة أصبحت فارغة المحتوى من حيث المادة المقدمة فنجد ان هناك تشابهاً فى الرؤية البرامجية بين بعض القنوات إن لم نقل التقليد الأعمى ويستمر هذا الحال حتى في شهر رمضان بالرغم من اجتهاد بعض القنوات فأصبحت معظمها طاردة للمشاهد بما تقدمه والمحمدة الوحيدة فيها ما تقدمه من البرامج الدينية الخاصة بفتاوى الصائمين.

بعض الشخصيات مستهلكة
صباح التاج «طالبة»
اختلفت مع الطاهر في رأيه وقالت إن هناك بعض القنوات بها برامج جميلة تميزها عن غيرها من القنوات. وقالت أ تابع الدراما التى تكون بعد الإفطار وتساءلت صباح لماذا اختفت المسلسلات الدينية من الخارطة البرامجية فى شهر رمضان، ومن الملاحظ ان هنالك استهلاكاً متكررا لشخصيات معينة فى معظم القنوات، فيصادف ان يكون الفنان فلاناً فى قناة معينة وفى نفس اليوم تشاهده فى قناة أخرى فى برنامج مختلف فتجديد الشخصيات مطلوب.

المشاهد سريع الملل
فاطمة عمر«ربة منزل» قالت: إن برامج شهر رمضان المعظم فى كل القنوات ليست بها إضافة فقد حفظ المشاهد برامج القنوات السودانية واختفت المسلسلات السودانية الا ما تقدمه قناة الشروق من سلسلة حكايات سودانية، وأضافت على القنوات الفضائية ان يكون لديها استطلاعات رأي بالنسبة لما يطلبه المشاهد في شهر رمضان لأن المشاهد سريع الملل وبيده الريموت كنترول ويمكن أن يتحول لمشاهدة قناة أخرى قد تكون عربية.

هناك برامج جديدة
الحاج عمر «معاشي»
قال ان بعض القنوات الفضائية تميزت بما تقدمه من برامج ترضي ذائقة المشاهد ومن الملاحظ هذا العام من خلال متابعتي للقنوات هنالك استعداد مبكر وجهد مبذول وبرامج جديدة في بعض القنوات.

لا توجد رؤية برامجية
الناقد السر السيد أكد في بداية حديثه لـ «الإنتباهة» أن القنوات السودانية لأسباب كثيرة جدا بعضها يتعلق بالمال وبعضها بالرؤية البرامجية لا تتعامل مع شهر رمضان بالجدية الكافية، فقبل شهر أو شهرين تعد لبرامجها والتى غالباً لن تخرج من برامج غنائية وبرامج حوارية فتغيب الدراما التى تحتاج للاستعداد المبكر والمال، وكذلك برامج المسابقات وتغيب كذلك البرامج ذات الطابع الفكري فلا توجد رؤية برامجية أو ابتكار. وختم السيد حديثه بقوله إننا فى رمضان سنتابع ثلاثين حلقة مع مغني في بعض القنوات، فنرى برامج حوارية غير معمقة فى قضايا مركزية نفس الذى شاهدناه فى الأعوام السابقة مع تعديلات بسيطة.

المتميز منها تفسده الإعلانات
ويتفق معه في الرأي الكاتب الصحافي الأستاذ الزبير سعيد الذيي قال في مطلع حديثه لـ«الإنتباهة» نقدر كل الجهود التي تبذل من القنوات فهي اجتهادات مقدرة فى محاولة لإرضاء ذائقة المشاهد السودانى فى ظل منافسة شرسة من القنوات العربية، فبرامج الفضائيات السودانية يأتى التصديق لنفقتها فى وقت متأخر جداً، فالبرنامج يخضع للإمكانيات المالية لذلك تأتى الفكرة مبتورة ومشوهة وغير مؤهلة لتأدية الهدف وتكون البرامج ضعيفة من حيث الإعداد وفقيرة من الأفكار فتصبح المشاهدة ليست فى مصلحة القنوات السودانية لأنها تكشف ضعفها بوضوح منذ العشر الأوائل «عشرة الرحمة»، فيكون المشاهد قد بحث عن الرحمة بعيدا عن القنوات السودانية لانها لا تستطيع المنافسة على مستوى القنوات العربية. ويضيف أستاذ الزبير بقوله لا أتوقع جديدا متميزا في رمضان هذا العام، فالضائقة الاقتصادية قد تؤثر على البرامج فى شهر رمضان وحتى المتميز منها تفسده الإعلانات الكثيرة على حساب البرنامج وليس العكس. وختم حديثه بقوله إن الفكرة الجيدة للبرنامج تحتاج للوقت الكافى والمال لأن الكثير من الأفكار تصاب بالذبول لضعف الإمكانيات المادية وضعف الخيال البرامجي.

المشاهد موعود بسهرات مختلفة
مدير القناة القومية يس إبراهيم تحدث لـ «الإنتباهة» عن استعددات تلفزيون السودان لشهر رمضان، وقال من اهم البرامج التى تقدم برنامج نهارات رمضان وبه فترة ثقافية واجتماعية ودعوية، فترة شاملة فيها مساحة تفاعل مع المشاهد وفيها محور ثقافى يهدف الى إبراز السودان ووجهه الحضاري وعاداته، ومحور اجتماعى يهدف الى ترسيخ المبادئ وتعميق القيم الفاضلة من خلال تفاعل مع الجمهور، ونهارات رمضان بها دراما وتقارير وتحقيقات ومسابقات ومجموعة من الأفلام التى بها قصص نجاح وبها مساحة للأطفال، وفترة مطبخ يومي. وبالنسبة للدراما هناك سلسلة دراما يومية «عنتر وعبلة» فى شكل كوميدي وبرنامج صباح الخير من البرامج المستمرة مع إضافة فقرات وزمن للبرنامج وكذلك برنامج «هنا السودان» الذى سيأخذ شكلا مختلفا بصحبة أسرة من مجموعة من النجوم، وبها مسابقة مرتبطة بالمادة المقدمة فى الحلقة ، وبالنسبة للدراما لدينا دراما تاريخية وهى مسلسل ضخم اسمه «خيبر » يشارك فيه مجموعة من نجوم الدراما العرب ويعرض قبل الإفطار وكذلك المسلسل الاجتماعي والذي غالبا ما يكون تركياً هذا العام مسلسل «سامحوني» وهناك ايضا مسلسل سوداني «مهمة 56» من تأليف قسم الله الصلحي وإخراج شكر الله خلف الله. وختم الأستاذ يس حديثه بأن مشاهد تلفزيون السودان موعود بسهرات غنائية وموسيقية وفكرية.

إنتاج مسلسل سوداني يكلف المليارات
الممثل والدرامي محمد عبد الله قال إن شهر رمضان به انتعاش بسيط للدراما والممثلين فأصبحنا مربوطين بشهر رمضان. وقال إن مشاكل الدراما قديمة فلا توجد جهة متخصصة تنتج دراما ولا توجد ميزانية سنوية، فهنالك اجتهادات شخصية بالرغم من الشح فقناة الشروق تنتج حكايات سودانية بفريق عمل شبابى وبه روح شبابية فهي تناقش السلوك والحضارة وقد أسهمت فى ظهور كتاب كادوا يعتزلوا الكتابة منهم عبد الناصر الطائف وغيره وأظهرت كذلك كتابا ومخرجين شبابا ونتمى ونحن نريد أن تكون المحطات الفضائية الأخرى بها نفس تجربة قناة الشروق في حكايات سودانية. ويضيف أستاذ محمد عبد الله انه منذ منتصف التسعينات وحتى عام 2010م حدث ركود فى الدراما. وعن عدم وجود المسلسلات السودانية فى خارطة البرامج فى شهر رمضان قال ان تكلفة المسلسلات عالية جدا، فالمسلسل الذى به انتاج ونخبة كبيرة من الممثلين يحتاج لتكلفة ما بين «2-3 مليار» لأن التكاليف اختلفت عن السابق نسبة لتغير الوضع الاقتصادي، فعدم وجود جهة تنظم العمل الدرامى هو السبب، فنحن لا نلقي اللوم على التلفزيون لوحده فيجب ان تخصص ميزانية داخل التلفزيون للدراما وأن تفصل ميزانية من الدولة للعمل الدرامى. وختم الأستاذ محمد عبد الله حديثه عن جديدة فى شهر رمضان وقال انه شارك في عمل درامي من ثلاثين حلقة بعنوان«جو خليجي» ستبث عبر قناة النيل الأزرق ويشارك فيه كوكبة من نجوم الدراما على رأسهم جمال عبد الرحمن وفيصل احمد سعد وسامية عبد الله وغيرهم وسيشارك فيها من دولة قطر الممثل خالد المنصوري.

برامج النيل الأزرق بها تجديد
مدير البرامج بقناة النيل الأزرق الأستاذ الشفيع عبد العزيز قال فى حديثه لـ «الإنتباهة» قال إن رمضان هذا العام فيه تجديد فى البرامج المقدمة فبرنامج أغانى واغانى حدث فيه تجديد وكذلك فى السهرة والقضايا المتناولة فيها وفى برنامج قيد النظر الذى يقدمه الإعلامى الأستاذ الطاهر حسن التوم وتحتل البرامج الدينية مساحة كبيرة لان شهر رمضان مرتبط بالسلوكيات الإيجابية فمنها الفترات الدينية.

أما الكوميديا فمنها جو خليجي، وحوش ربيع، والدراما الاجتماعية «مصطفى أسلوب» التى يلعب دور بطولتها الأستاذ عبد الحكيم الطاهر، وهناك برامج مطبخ تقدم معلومات عن الطبخ والغذاء وبرامج المسابقات
المشكلة ليست في التمويل أو الأفكار.

الممثلة القديرة الأستاذة بلقيس عوض تساءلت فى مستهل حديثها لـ «الإنتباهة» وقالت لماذا يصبح المسلسل السودانى مربوطا برمضان مثل الحلو مر وأرجعت ذلك الى القائمين على أمر الدراما، وقالت ما عايزين يعملوا مسلسلات سودانية ويصرون على ذلك لتخريب هوية أهل السودان واقتلاعها من جذورها ، ففى رمضان الماضى قدم التلفزيون القومى«مسلسل ياباني» وأنا لست ضد تلاقح الثقافات فمسلسل أقمار الضواحي من اجمل المسلسلات التى عرضت فهو يتناول قضية تهميش المعلم وتساءلت هل يمكن ان يترجم هذا المسلسل للغة أخرى او يمكن أن يعرض فى طوكيو، وقالت الاجابة لا وأضافت استاذة بلقيس أنه لا توجد مشكلة في التمويل أو الأفكار. وقالت لدينا كتاب كبار من أمثال «هاشم صديق وحمدنا الله عبد القادر وتاج السر عطية» وغيرهم وكذلك المخرجين فالأعمال موجودة، فهناك مبدعون ظلت أعمالهم حبيسة الأدراج حتى انتقلوا إلى جوار ربهم.

برنامج حكاية مع النصري
الأستاذ سيف الدولة الملثم رئيس لجنة برامج رمضان بقناة الشروق أعطى «الإنتباهة» فكرة عامة وشاملة عن الخطة البرامجية لقناة الشروق خلال شهر رمضان المعظم وقال إن هنالك فترة نهارية مفتوحة مباشرة ويومية ماعدا الجمعة تشتمل على فقرات متنوعة وشيقة «من تربية _ توعية _ ترفية _ تسلية ….. ألخ» تشمل كل متطلبات الأسرة في جميع مناحي الحياة ايضا برنامج «نعمة من كريم» وهو برنامج يومي يعرض طبخة يومية وبرنامج فتاوى وهو برنامج مباشر، أما البرامج الدينية فهى برنامج «تأملات» الذى يقدمه الدكتور عبد الحي يوسف. وبرنامج «نور على نور» وبرنامج «روح المعاني» ومن البرامج الدينية برنامج «أوسمة دينية» وبرنامج «فادعوه بها» وهو من تقديم خالد بن عبد الله المصلح يتحدث عن الدعوة بأسماء الله الحسنى وفترة بعد الإفطار هناك دراما كوميدية للكاتب الساخر الفاتح يوسف جبرا يتم تحويل النصوص للكاتب الى دراما مصورة وهى مشاهد ضاحكة تحت عنوان «مواطن من الدرجة الضاحكة» ايضا برنامج «حكاية» الذي يركز على إبداعات النصري بصفته فنان طمبور ولكنه نال إعجاب مختلف قطاعات الشعب السودانيي ووفاء ورد الجميل لكل من « عثمان اليمنى _ محمد كرم الله وآخرين».

من البرامج عبق المقاهي
ويضيف استاذ الملثم أن الدراما لها مساحة فى قناة الشروق بعرض «20» حلقة من حكايات سودانية وبالنسبة للسهرات هنالك سهرة مباشرة يستضاف فيها أبرز نجوم المجتمع فى كل المجالات بصحبة فنان يقدم عددا من الاغنيات تتخلل الحوار وبرنامج «عبق المقاهي» وبه أربع حلقات وتقوم فكرة البرنامج على استذكار تاريخ القهاوى ودورها في التأثير على الجوانب الاقتصادية والفنية والسياسية والرياضية، ويشترك فيه عدد من المؤرخين والإعلاميين فى مقدمتهم بروفيسور بركات الحواتي والاستاذ ميرغني البكري والأب فيلوثاوس فرج ويقدمه الإعلامي المتميز محمد شريف، وهو فكرة الأستاذ أمير أحمد. وأيضا سهرة رواد المديح وهيي سهرة ثقافية تهتم بالتراث الديني.

صحيفة الإنتباهة
أفراح تاج الختم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version