تحقيقات وتقارير
المخلفات الطبية على قارعه الطريق
حال الشوارع والمستشفيات ببلادنا لا يدل على وجود أي تصور لحماية المواطن من مخاطر النفايات الطبية فعبوات المحاليل الطبية والقفازات التي تستخدم في العمليات الجراحية تجدها بذات بقع دمائها البشرية على سطح مكب القمامة المخصص لها بشارع المستشفى ليصبح الشارع وقد تناثرت فيه عبوات المحاليل والقفازات والشاش والقطن .. انها ذات الصورة داخل اغلب المستشفيات بعد تأخر عربة النفايات التي دوما ما تأتي متأخرة لتجد القمامة وقد فاضت وتبعثرت على ارضية و فناء المستشفى ملوثة ما تبقى من مساحة نظيفة ويزيد من خطورة الموقف وضع هذه المخلفات خارج المستشفى امعانا في التلوث ورفضا للتوصيات الطبية التي تؤكد على حفظ هذه النفايات في اماكن خاصة داخل المستشفيات ، حيث حذّر مختصون من خطر النفايات الطبية على صحة الإنسان والبيئة؛ نظراً لأن مخاطرها تصاحبها حتى بعد التخلص منها بطرق تقليدية، حيث تشكل خطراً في (70%) من كمياتها بسبب مصادر ملوثة، أو محتمل تلوثها بالعوامل المعدية أو الكيميائية أو المشعة، وتشكل خطراً على الفرد والمجتمع والبيئة أثناء إنتاجها أو جمعها أو تداولها أو تخزينها أو نقلها أو التخلص منها، في وقت ماتزال فيه مشكلة “النفايات الطبية” شائكة بين الرقابة وبين التخلص منها من قبل الشركات المختصة.
تعتبر النفايات الطبية من اخطر المشاكل التي يواجهها القطاع الطبي وتتقاطع مع عدد من الجهات المهتمة بدفع أضرار هذه النفايات كالحكومية متمثلة في هيئات النظافة والقطاعات الصحية والمجتمعية الطوعية كالجمعيات البيئية التطوعية وبجانب هذا تبقى للنفايات الطبية شروطها الخاصة في المعاملة بحسب خبراء الصحة مما يعطيها أولوية العناية بها بوصفها مهددا لنقل الامراض والتلوث حيث محاذير الجمع والحفظ والنقل نهاية بالتخلص من هذه النفايات .
الصحافة وقفت على هذا الموضوع لتعكس الوضع بعيون المواطنين ، قالت مريم أحمد التي تقطن مدينة الازهري في منطقة يوجد بها مستشفى حكومي كبير والكثير من العيادات الخاصة:ان أطفالها يأتون الى المنزل وبأيديهم الكثير من أقماع المحاليل الطبية التي يستخدمها الاطفال في لهوهم كما يلهون في بعض الاحيان بالحقن، متهمة العيادات الخاصة في منطقتها برمي هذه المخلفات على الطريق مما يعرض اطفالها لخطر الاصابات ويلحق بهم الضرر وان هذه المخلفات حتى أثناء عملية نقلها يتساقط الكثير منها على الطريق مما يضيف هاجسا آخر للسكان الذين تقع منازلهم على الطريق، كاشفة عن وجود بعض المشردين الذين يبحثون داخل هذه المخلفات مما يعرضها للتناثر،وقال المواطن كامل سليمان: انهم في منطقة العمارات يعانون بشدة من مكبات النفايات الطبية خصوصا وان منطقتهم تزخر بعدد كبير من المستوصفات الخاصة التي تلقي بنفاياتها في مكبات خارجها اذ ان هذه المشافي عبارة عن بنايات متعددة الطوابق لا يتوفر بها فناء للتخلص من مخلفاتها مما شوه صورة حي الخرطوم الراقي وأدى لانتشار الروائح الكريهة بالطرقات التي تتواجد بها هذه المستوصفات، كاشفا عن ان الامثلة على مثل هذه المراكز الطبية كثيرة جدا وضرب مثالا بأحد المستشفيات الواقعة على شارع افريقيا(شارع المطار)،وتحدث الطبيب بلندن اسامة فتح الرحمن عن ان النفايات الطبية في السودان لا تلقى الاهتمام الكافي ولا يتم التخلص منها بصورة علمية وفق ضوابط المواصفات، وبحسب بحث اجراه كشف ان مستشفيين حكوميين فقط بالعاصمة توجد بهما محارق للتخلص من النفايات كما يجري دفن هذه النفايات بطريقة خاطئة كاشفا عن أن الكثير من المستشفيات تجمع نفاياتها خارج المستشفى في مكبات مفتوحة مما يعرضها للرياح وللحيوانات والحشرات، مؤكدا خطورة هذا الفعل حيث يعد الذباب الذي يجد ملاذا في هذه الاماكن من اكبر ناقلات الامراض وحيث البيئة المناسبة التي تتوفر بها كل الامراض يعد الامر خطيرا جدا، مشيرا الى ضرورة توفير المحارق للمستشفيات بالرغم من ارتفاع تكاليفها وضبط المشافي الخاصة وإلزامها بحفظ النفايات داخلها في أماكن مغلقة.
الخرطوم : ولاء جعفر : صحيفة الصحافة
[/JUSTIFY]
هذه عناوين أخبار وردت خلال الشهور العشرة الأخيرة عن النفايات وخاصة الطبية منها وآثارها السيئة على البيئة والناس، فتأملوا إلى أي منحدر تهاوت قيمة الإنسان السوداني على أيدي بعض المسؤولين ، الذين تناسوا أنهم سوف يُسألون يوماً عمّا استرعوا من رعية فأهملوا في مسؤوليتهم خاصة الخبر رقم*3* أدناه.
*1* …… 11-24-2012
*2*….11-21-2012
*3* >….02-12-2013
وكان هذا التعليق على هذا الخبر
يعني تصرف غريب إذا صدقت هذه الرواية، ناس لا ترحم لا تخلي رحمة ربنا تنزل!!والله العظيم هذه “بلاهة” زي هذا المسؤول وأمثاله السبب في تردي الأوضاع في السودان لأنه أكيد يكون عاكس أشياء أخرى سواءاً جاية من برة أو داخلية ، وأكيد آخرين على شاكلته كانوا طلبوا رسوم(مالية) من الشركات أو دفّعوا الشركة جمارك . عالم عجيب وأشياء غريبة لا تحصل إلا في السودان ( بلد العجايب)و ليست بلد العجايب هي (بلد أليس)في قصص الأطفال بل هو السودان بلدغرائب الحكومات والمسؤولين، سبحان الله.
إلى هنا والسؤال الكبير والمهم الذي يجب أن يُطرح وبقوة على الحكومة السودانية ككيان مسؤول عن الناس والبلد ، ووزارة الصحة الإتحادية مسؤولة مسؤولية جزئية عن هذه النفايات ، ولا مجال لأي أعذار وعلى كل مستويات المسؤولية.
وزارات الصحة اتحادية و ولائية كغيرها من مؤسسات حكومة الانقاذ لا تبالي ان تدفع المليارات مخصصات و حوافز لالاف الوظائف القيادية في هياكلها المترهلة بالفاشلين و العاجزين … مئات المدراء و نوابهم و الاف المدراء الطبيين و عشرات الالاف من المدراء الاداريين ومدراء مكاتب مدراء و سكرتاريا لكل واحد من اولئك و غيرها و كل بعربة و بنزين و بدل سكن و بدل اجتماعات و ماموريات و سفريات خارجية و داخلية و حوافز و مخصصات .. و رغم كل هذا البذخ الاداري تعجز حتى عن توفير وسيلة للتخلص من النفايات الطبية من اي مستشفى من التي تضم عشرات المدراء!